اختتم المركز القطري للصحافة بالتعاون مع الوكالة الوطنية للأمن السيبراني، دورة تدريبية متخصصة في الأمن السيبراني، لتعزيز مهارات حماية البيانات الإعلامية، والتصدي للتهديدات السيبرانية المتزايدة التي تستهدف الصحفيين والعاملين في المؤسسات الإعلامية.
شهدت الدورة التي أقيمت بقاعة الدكتور ربيعة بن صباح بن سعيد الكواري، بمقر المركز، لمدة 3 أيام مشاركة واسعة، وتناولت مفاهيم أساسية، وأدوات عملية؛ للوقاية من الاختراقات الرقمية، وكيفية حماية البيانات الشخصية والمصادر الصحفية الحساسة، بما يضمن استمرارية العمل الإعلامي بأمان وموثوقية.
واستعرضت الدورة، جانباً نظرياً معمقاً، بالإضافة إلى تدريبات عملية تفاعلية، ركّزت على التعامل الآمن مع البريد الإلكتروني، منصات التواصل الاجتماعي، التطبيقات الرقمية، وأساليب حماية المؤسسات من محاولات الاختراق، والهجمات الإلكترونية.
وأولت الدورة اهتماماً خاصاً بالصحفيين، الذين باتت أعمالهم تتأثر بسرعة انتشار المعلومات عبر الوسائل الرقمية، مؤكدة ضرورة الجمع بين الخبرة المهنية، والوعي الرقمي؛ لضمان حماية المحتوى الصحفي والمصادر.
برامج متخصصة
أعرب السيد صادق محمد العماري، مدير عام المركز القطري للصحافة، عن سعادته بالتعاون مع الوكالة الوطنية للأمن السيبراني، ومشاركتهم في تنظيم هذه الدورة المهمة، مؤكداً أنها تمثل إضافة كبيرة للصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام، نظراً لأنهم دائماً من أكثر الفئات استهدافاً بالاختراقات الرقمية، والهجمات السيبرانية.
وأوضح المدير العام أن الدورة تزود الصحفيين بالمعارف والأدوات اللازمة للحماية والوقاية من هذه المخاطر، مشدداً على أهمية استمرار التعاون بين المركز والوكالة الوطنية للأمن السيبراني، والجهات الأخرى المعنية؛ لتعزيز قدرة وكفاءة العاملين في المجال الإعلامي.
وقال: يواصل المركز تقديم البرامج التدريبية المتخصصة، مشيراً إلى أنه خلال الأسابيع الماضية انتهى من دورة في التحليل السياسي بالتعاون مع إدارة التطوير الإعلامي، ودورة في الكتابة الإعلامية، وأنه من المخطط تنظيم المزيد من الدورات في مختلف المجالات التي تهم الصحفيين وصانعي المحتوى؛ بهدف رفع مستوى الاحترافية، وتعزيز كفاءة التعامل مع التحديات المعاصرة.
رفع الوعي
وأكد المدرب فرحان أيمن السعدي، من الوكالة الوطنية للأمن السيبراني، أن الدورة جاءت امتداداً للبرامج التدريبية التي تقدمها الوكالة لمختلف الجهات الحكومية والخاصة، وشملت طلاب الجامعات والمدارس؛ بهدف رفع مستوى الوعي بأهمية الأمن السيبراني، ومخاطر التهديدات الرقمية التي قد تستهدف الأفراد أو المؤسسات.
وأوضح أن تلك التهديدات تشمل سرقة البيانات والصور، أو استخدامها في عمليات ابتزاز، إضافة إلى محاولات القرصنة المالية التي يمكن أن تلحق خسائر جسيمة بالمؤسسات والأشخاص على حد سواء.
وأشار إلى أن التدريب ركّز على تعريف المشاركين بأكثر الهجمات شيوعاً، وطرق التمييز بين الرسائل والتطبيقات المزيفة والموثوقة، إلى جانب استعراض أدوات الحماية الأساسية، مثل استخدام كلمات مرور قوية، وتفعيل المصادقة الثنائية، والتصفح الآمن للإنترنت، بما يحفظ الخصوصية، ويمنع ترك آثار رقمية يسهل استغلالها من قبل المخترقين.
ونوه بأن الصحفيين والإعلاميين من الفئات الأكثر استهدافاً في الفضاء الرقمي؛ نظراً لحساسية المعلومات والمصادر التي يتعاملون معها، ما يتطلب اتباع وسائل حماية إضافية تضمن سلامة بياناتهم وحماية مصادرهم من أي محاولات اختراق.
وأوضح أن الدورة قدمت للمشاركين معارف عملية وأدوات تساعدهم على مواجهة المخاطر الرقمية، متمنياً أن تسهم هذه الجهود في ترسيخ ثقافة الوعي السيبراني لدى العاملين في القطاع الإعلامي.
معرفة عملية
وأوضحت آمنة إبراهيم الملا، محررة أخبار في وكالة الأنباء القطرية، أن الدورة شكلت نقلة نوعية في فهمها مجال الأمن السيبراني، موضحة أنها استفادت على الصعيدين؛ الشخصي والمهني، من المعارف التي اكتسبتها خلال أيام التدريب.
وقالت: إن أغلب العاملين في المجال الإعلامي قد يسمعون عن محاولات التهكير والاختراق الرقمي، لكنهم لا يعرفون تفاصيلها الدقيقة، ولا يدركون حجم المخاطر المرتبطة بها، وهو ما أتاحته الدورة من خلال شرح وافٍ ومبسط قدمه المدرب.
وأضافت: الدورة أكدت أن الصحفيين بحاجة ماسة إلى تعزيز مهارات الحماية الرقمية؛ نظراً لاعتمادهم المستمر على تبادل البيانات والمصادر الحساسة عبر البريد الإلكتروني، ومنصات التواصل الاجتماعي، وهو ما يجعلهم أهدافاً رئيسية للمخترقين.
ونوّهت بأهمية تطبيق الممارسات السليمة التي تم التعرف عليها، مثل إدارة كلمات المرور، وتفعيل أدوات التحقق المتعدد، واستخدام قنوات اتصال آمنة.
مواكبة التطورات
وأكد الصحفي الرياضي علي حسين، أن الدورة جاءت امتداداً للبرامج التدريبية القيمة التي يقدمها المركز القطري للصحافة، مثمناً حرص المركز على تمكين الصحفيين من أدوات جديدة تواكب التطورات المتسارعة في الإعلام.
وأوضح أن الإعلام الحديث لم يعد يقتصر على تغطية الأخبار الرياضية أو الثقافية فحسب، بل بات مرتبطاً بشكل وثيق بعالم التكنولوجيا، وخاصة الذكاء الاصطناعي الذي أصبح يشكل مظلة تشمل العديد من المجالات، من بينها الأمن السيبراني.
وأشار إلى أن مثل هذه الدورات تضع الصحفي أمام مسؤولية مضاعفة في عصر تتداخل فيه وسائل التواصل الاجتماعي مع أدوات النشر الفوري، الأمر الذي يجعل الصحفي أكثر عرضة لمحاولات الاختراق والتضليل، ما يتطلب وعياً متزايداً بكيفية حماية نفسه ومصادره.
التطبيق العملي
وأكدت آمال عيسى المهندي، الكاتبة الصحفية، أن الدورة قدّمت لها فائدة كبيرة من خلال المزج بين الجانب النظري والتطبيق العملي، مشيدة بأسلوب المدرب الذي اتسم بالمرونة والسلاسة، وحرص على إشراك المشاركين في النقاش وإثراء الحوار، مشيرة إلى أن ما اكتسبته من معلومات سيسهم في تعميق كتاباتها الصحفية حول هذا المجال، بما يساعد القراء على فهم المخاطر الرقمية وطرق الحماية منها بشكل مبسط وعملي.
وأوضحت أن الإعلام يمكن أن يلعب دوراً جوهرياً في ترسيخ ثقافة الأمن السيبراني عبر تسليط الضوء على التحديات وأفضل الممارسات، مؤكدة أن الاستثمار في رفع الوعي المجتمعي سيجعل التعامل مع الفضاء الرقمي أكثر أماناً، ويقلل من فرص الوقوع في شَرَك الهجمات الإلكترونية.
التعلم المستمر
وأكد عبدالعزيز آل غالب، رئيس التسويق الرقمي في الهلال الأحمر القطري، أن الدورة أبرزت أهمية التعلم المستمر في مجال الأمن السيبراني، مبيناً أن المعرفة السابقة وحدها لا تكفي في ظل التطورات المتسارعة التي يشهدها هذا القطاع الحيوي. وأضاف أن الأمن السيبراني علم متجدد يتطلب مواكبة مستمرة لأحدث الأساليب والتهديدات، ما يجعل مثل هذه الدورات التدريبية ضرورة ملحّة لكل موظف ومؤسسة.
ونوه بأن أي موظف، مهما كانت وظيفته، قد يتحول إلى نقطة اختراق للمؤسسة، إذا لم يكن على دراية بالمعايير الأساسية للحماية الرقمية، وهو ما يجعل الوعي السيبراني مسؤولية مشتركة لا تقتصر على فرق تقنية المعلومات فقط.
وأوضح أن التحول الرقمي الذي يشهده العالم اليوم، وما يصاحبه من استخدام مكثف للبيانات والتطبيقات والخدمات عبر الإنترنت، يفرض على الأفراد حماية بياناتهم الشخصية والمالية، وعلى المؤسسات تعزيز أنظمتها الأمنية؛ لتفادي أي مخاطر قد تهدد استقرارها وموثوقيتها.
حماية البيانات
وأكدت وجدان الجمري، متدربة من وكالة الأنباء القطرية، أن الدورة منحتها معرفة أعمق بمفهوم الأمن السيبراني، موضحة أن ما كان متداولاً لديهم في السابق يقتصر غالباً على الجانب التقني المتعلق بإدارة نظم المعلومات، بينما أظهرت الدورة أن للأمن السيبراني أبعاداً أوسع تتصل مباشرة بالعمل الإعلامي.
وأشارت إلى أن المؤسسات الإعلامية تُعد من أكثر القطاعات استهدافاً بالهجمات الإلكترونية؛ نظراً لحساسية المعلومات التي تتعامل معها، وسرعة انتشار الأخبار عالمياً في لحظات، وهو ما يفرض على الصحفيين أن يكونوا أكثر وعياً في اختيار مصادرهم والتأكد من مصداقيتها، وتجنب أي مواقع مشبوهة قد تُستخدم كمنفذ للاختراق أو التضليل.
ونوهت بأن التدريب عزز من إدراك المشاركين لوسائل الحماية الرقمية الحديثة التي تواكب التطورات التكنولوجية المتسارعة، مؤكدة أن تطبيق هذه الإجراءات يضمن حماية البيانات، ويحفظ ثقة الجمهور في المؤسسات الإعلامية. كما أثنت على أسلوب المدرب الذي قدّم معلومات غنية بطريقة سلسة، ما ساعد على ترسيخ المفاهيم الأساسية وتطبيقها عملياً.
طرق الحماية
وأكدت خلود علي، من قسم التطوع والتنمية المحلية بالهلال الأحمر القطري، وواحدة من المتدربين، أن الدورة مثّلت إضافة مهمة على صعيد المعرفة بأساليب الاختراق الإلكتروني وطرق الحماية، مشيرة إلى أنها تعلّمت خلال التدريب كيف يمكن أن يتعرض البريد الإلكتروني الشخصي أو المهني للاختراق، وما السبل الوقائية التي تحمي الموظفين من محاولات الوصول غير المصرح بها إلى بياناتهم.
وأوضحت أن المعلومات التي قُدمت عززت الوعي بالمخاطر المتزايدة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، حيث باتت بيئة خصبة لمحاولات الاحتيال والهجمات الإلكترونية، لافتة إلى أن هذا النوع من التدريب لا يقتصر على الحماية الفردية فحسب، بل يسهم كذلك في حماية المؤسسات من أي اختراق قد يعرّض بياناتها ومواردها للخطر.