قيود الاحتلال تدفع غزة إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة

تتواصل الانتهاكات الإسرائيلية بحق المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، في ظل تحذيرات أممية من كارثة إنسانية متصاعدة بسبب القيود المشددة التي يفرضها الاحتلال على دخول المساعدات والإجلاء الطبي. وفي وقت تتزايد فيه أعداد الشهداء والمصابين يوما بعد يوم، تؤكد منظمات دولية أن ما يجري يمثل انتهاكا صارخا للقانون الدولي واتفاقيات حماية المدنيين. وأكدت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل انتهاك القانون الدولي من خلال تقييد وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. وقالت ناتالي بوكلي، نائبة المفوض العام للأونروا، إن ما يدخل غزة لا يتجاوز 500 إلى 600 شاحنة يوميا، وهو نصف الاحتياج الفعلي، مشيرة إلى أن لدى الوكالة مخزونًا يكفي 6 آلاف شاحنة من الغذاء والخيام والمواد الأساسية جاهزة في الأردن ومصر، إلا أن العراقيل الإسرائيلية تمنع وصولها إلى القطاع. وأضافت أن المجتمع الدولي، بما فيه الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، مطالب بزيادة الضغط على الاحتلال لضمان تدفق المساعدات دون قيود. وفي السياق ذاته، أعلنت منظمة الصحة العالمية وفاة أكثر من 900 مريض أثناء انتظار الإجلاء الطبي نتيجة القيود الإسرائيلية على إصدار تصاريح السفر للعلاج خارج القطاع. وأوضحت المنظمة أن 16,500 مريض ما زالوا ينتظرون الموافقة على السفر، بينهم 4,000 طفل بحاجة إلى إجلاء عاجل لإنقاذ حياتهم، محذرة من أن أي تأخير إضافي «يماثل حكمًا بالإعدام». وأضافت أن المستشفيات تعمل بأقل من نصف طاقتها بسبب نقص الوقود والأدوية، في ظل استمرار انهيار النظام الصحي في غزة رغم اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 11 أكتوبر الماضي. استشهاد شاب وفي الضفة الغربية، استشهد شاب فلسطيني وأصيب آخر فجر أمس خلال اقتحام قوات الاحتلال مخيم عسكر القديم شرق نابلس. وذكر الهلال الأحمر الفلسطيني أن أحد الشابين أصيب بالرصاص الحي في الصدر واستشهد لاحقًا، فيما أصيب الآخر برصاصة في الظهر ونقل إلى المستشفى. واقتحمت قوات الاحتلال عدة أحياء في نابلس وسط إطلاق كثيف للرصاص، في استمرار لاعتداءات الاحتلال والمستوطنين التي تصاعدت خلال العامين الماضيين، خصوصًا منذ بدء الحرب على غزة في السابع من أكتوبر 2023. انتشال جثامين وفي قطاع غزة، انتشلت طواقم الإنقاذ جثامين ثلاثة شهداء جراء قصف سابق على بلدة بني سهيلا شرق خان يونس، ونقلوا إلى مجمع ناصر الطبي. ويأتي ذلك بالتزامن مع عمليات نسف ينفذها جيش الاحتلال شمال رفح، وإطلاق نار كثيف من الطيران المروحي شرق خان يونس، في خرق جديد لاتفاق وقف إطلاق النار.