مخاوف على المدنيين بعد سيطرة «الدعم السريع» على الفاشر

نوفمبر 1, 2025 - 21:00
 0  0
مخاوف على المدنيين بعد سيطرة «الدعم السريع» على الفاشر
تسود مخاوف متزايدة الإثنين حيال الوضع الإنساني في مدينة الفاشر بغرب السودان، حيث فرّ السكان وعلق مئات الآلاف من المدنيين وسط انقطاع تام للاتصالات، غداة إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها على المدينة الإستراتيجية في إقليم دارفور. وكانت مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور في غرب السودان، آخر مدينة كبيرة بين أيدي الجيش بقيادة الفريق عبدالفتاح البرهان، وذلك بعد حصار استمرّ 18 شهرا. ولم يصدر أي تعليق من الجيش السوداني على إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها على مقر القيادة العسكرية في المدينة. وفي حال تأكدت السيطرة، تكون قوات الدعم السريع قد أحكمت قبضتها على كامل إقليم دارفور، حيث أنشأت إدارة موازية تتحدى سلطة البرهان، الحاكم الفعلي للسودان منذ انقلاب العام 2021 والمتمركز في بورتسودان بشرق البلاد. ويحذّر محللون من أن هذا التطور قد يؤدي فعليا إلى تقسيم السودان، مع احتفاظ الجيش بالسيطرة على الشمال والشرق والوسط، فيما تهيمن قوات الدعم السريع على دارفور وأجزاء من الجنوب. ورأى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الاثنين أن ما يجري في الفاشر «تصعيد مروّع للنزاع» في السودان، معتبرا أن «مستوى المعاناة التي نشهدها في السودان لا يمكن تحمّله». جثث متناثرة وأظهرت صور ومشاهد نشرتها تنسيقية «لجان المقاومة-الفاشر» عبر حسابها على فيسبوك، مدنيين يفرّون من المدينة وجثثا متناثرة على الأرض قرب سيارات محترقة. وتعذّر على وكالة فرانس برس التحقق من مجريات الأحداث ميدانيا أو التواصل مع مدنيين في الفاشر من مصادر مستقلة. وبحسب نقابة الصحفيين السودانيين، قُطعت كافة اتصالات «ستارلينك»، شبكة الإنترنت الوحيدة التي كانت تعمل في المدينة، ما أدخل الفاشر في «ظلام إعلامي تام». وأوضحت تنسيقية «لجان المقاومة-الفاشر» أن المعارك تواصلت الإثنين في محيط مطار المدينة وفي مناطق عدة غربها، مؤكدة أن «نحن الذين بقينا داخل المدينة (...) نحن من سيبقى هنا حتى آخر نفس يقاوم» وسط تقدم قوات الدعم السريع. من جهته، دعا حاكم إقليم دارفور الموالي للجيش مني أركو مناوي في منشور على منصة إكس إلى حماية المدنيين المحاصرين في المدينة قائلا «نطالب بحماية المدنيين، والإفصاح عن مصير النازحين، وتحقيق مستقل في الانتهاكات والمجازر التي تقوم بها مليشيا (الدعم السريع) بعيدا من الأنظار». ولفتت تنسيقية «لجان المقاومة-الفاشر» إلى أن الفاشر «إن سقطت فلن يكون السقوط بيد الأعداء وحدهم لكن بخيانة قيادات دارفور التي ظلت صامتة ومتشبثة بالسلطة». وطالب منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة توم فليتشر، بتأمين ممرات آمنة للمدنيين، مؤكدا أن «مئات الآلاف من السكان محاصرون داخل المدينة في حالة من الرعب، يتعرضون للقصف والجوع، ولا يستطيعون الوصول إلى الغذاء أو الرعاية الطبية أو الأمان». كذاك، دعا المبعوث الأمريكي إلى افريقيا مسعد بولس، قوات الدعم السريع إلى فتح «ممرات إنسانية» لإجلاء المدنيين. القتل والسرقة ونشرت التنسيقية عبر صفحتها على فيسبوك فيديو يظهر امرأة ميتة ممددة على الأرض وعلّقت عليه بالقول «تجمعت المليشيات والمرتزقة من كل حدب في سبيل القتل والسرقة، شعارهم قتل كل ما يتحرك داخل الفاشر وخارجها». من جهتها، بثت قوات الدعم السريع في الساعات الماضية مقاطع مصوّرة تُظهر مئات الرجال بالزي المدني جالسين على الأرض ومحاطين بمقاتلين، وقدّمتهم على أنهم أسرى من صفوف الجيش أو القوات المشتركة الحليفة له. وأعربت نقابة الصحفيين عن «قلقها العميق على سلامة الصحفيين الموجودين في مدينة الفاشر في ظل هذه الظروف الاستثنائية والصعبة». وقالت إن الصحفي المستقل معمر إبراهيم محتجز لدى قوات الدعم السريع منذ الأحد، مؤكدة صحة صور متداولة على مواقع التواصل تُظهره محاطا بمقاتلين من تلك القوات.

ما هي ردة فعلك؟

أعجبني أعجبني 0
عدم الإعجاب عدم الإعجاب 0
حب حب 0
مضحك مضحك 0
غاضب غاضب 0
حزين حزين 0
رائع رائع 0