تواصل الانتهاكات في غزة والقدس المحتلة رغم وقف النار

تتواصل تداعيات عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة رغم مرور شهر على توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، وسط استمرار الغارات والخروقات اليومية، وتدهور الأوضاع الإنسانية إلى مستويات غير مسبوقة. وفي خرق جديد لاتفاق وقف إطلاق النار، شن جيش الاحتلال ثلاث غارات جوية استهدفت مناطق شمالي قطاع غزة، كما نسف منازل شرق خان يونس، بالتزامن مع إطلاق نار كثيف من الزوارق الحربية جنوب القطاع. وتواصل الطائرات الحربية والاستطلاعية تحليقها في أجواء غزة، ما يثير مخاوف السكان من تصعيد جديد. وفي القدس المحتلة، اقتحم نحو 920 مستوطناً باحات المسجد الأقصى المبارك بحماية قوات الاحتلال، وأدّوا طقوساً تلمودية استفزازية، في تصعيد جديد لانتهاكات حرمة المسجد منذ بدء العدوان على غزة. من جهتها، أكدت منظمة «أطباء بلا حدود» أن الأوضاع الإنسانية في غزة ما زالت «مروّعة»، لافتة إلى أن آلاف النازحين يعيشون في خيام تفتقر للماء والكهرباء وسط تكدس النفايات وتفشي الأمراض الجلدية والتنفسية. وطالبت المنظمة بالسماح الفوري بإدخال الأدوية ومستلزمات الإيواء دون قيود، محذّرة من أن المعاناة الحالية «يمكن تجنّبها تماماً». على جاب آخر أفادت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة بأن حصيلة ضحايا العدوان منذ السابع من أكتوبر 2023 ارتفعت إلى 69 ألفاً و185 شهيداً و170 ألفاً و698 مصاباً، مشيرة إلى أن المستشفيات استقبلت خلال الساعات الماضية ثلاثة شهداء وأربعة مصابين جراء قصف الاحتلال المتواصل. كما انتشلت فرق الدفاع المدني جثامين 532 شهيداً من تحت أنقاض البنايات المدمرة في مختلف مناطق القطاع. وعلى صعيد متصل أعلنت سلطات الاحتلال فتح معبر زيكيم شمال القطاع للسماح بدخول المساعدات الإنسانية، في خطوة قالت إنها ستُنفذ بشكل «دائم» بالتنسيق مع الأمم المتحدة. غير أن منظمات الإغاثة أشارت إلى أن إجراءات التفتيش الإسرائيلية الصارمة والعقبات الأمنية لا تزال تعرقل وصول المساعدات إلى المناطق الشمالية، فيما حذّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية من أن فتح المعابر «أمر حيوي لتجنب المجاعة». ورغم المساعي الدولية لتثبيت التهدئة، يؤكد الواقع الميداني أن الاحتلال يواصل خروقاته وانتهاكاته اليومية، ما يهدد تحقيق تحسن حقيقي في الوضع الإنساني والأمني داخل القطاع المحاصر.